المكتبه المدرسيه

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

0 التعليقات
المكتبة المدرسية :
        من الأهداف الأساسية للتعليم تحقيق النمو المتكامل للدارس من كافة النواحي الوجدانية ، والعقلية ، والاجتماعية والسلوكية والصحية . وتؤكد الاتجاهات التعليمية الحديثة على أهمية المكتبة المدرسية وما تؤديه من دور فاعل في تحقيق أهداف التعليم ، فهي مرتكز لكثير من العمليات والأنشطة التربوية والتعليمية داخل المدرسة .
       وتمتاز المكتبة المدرسية عن بقية أنواع المكتبات الأخرى المتوافرة في المجتمع ، بكثرة عددها ، وسعة انتشارها ، فحيثما توجد مدرسة ، فمن المفترض أن توجد مكتبة بها تقدم خدماتها للمعلمين والطلاب ، كما تمتاز بأنها أول نوع من المكتبات يقابل القارئ في حياته ، وسوف تتوقف علاقته بأنواع المكتبات الأخرى الموجودة في المجتمع على مدى تأثره بها ، وانطباعه عنها ، وعلى مدى ما يكتسبه فيها من مهارات مكتبية في القراءة ، والبحث ، والحصول على المعلومات .
     كما أن للمكتبة المدرسية أهمية أيضا في كونها وسيلة من أهم الوسائل التي يستعين بها النظام التعليمي في التغلب على كثير من المشكلات التعليمية التي نتجت عن المتغيرات الكثيرة والمتلاحقة التي طرأت على الصعيدين الدولي والمحلي .
المكتبة المدرسية والنظام التعليمي :
        النظام التعليمي نظام متكامل له مقوماته الخاصة ، كما أن له أنظمته الفرعية ، غير أنه لا يعمل من فراغ ، فهو نظام مفتوح يؤثر ويتأثر بالنظام الاجتماعي كله بما فيه من أنشطة اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية . وطبقا لأسلوب تحليل النظم يمكن النظر إلى المكتبة المدرسية على أنها نظام فرعي للتعليم ، يتفاعل مع النظم الفرعية الأخرى للمدرسة ككل . وكما أن  للتعليم مدخلاته ومخرجاته ، فللمكتبة المدرسية باعتبارها إحدى أنظمة التعليم الفرعية مدخلاتها الخاصة ، وهي عبارة عن الأهداف التي ينبغي تحقيقها من وجود المكتبة ، وكذلك مجموعات المواد ، والمكان ، والتجهيزات ، والأثاث ، والقوى البشرية . وكل هذه المدخلات ضرورية ، ولا يمكن الاستغناء عن أي جانب منها ، حيث أنها تكون المقومات الأساسية للخدمة المكتبية .

الخدمه المرجعيه

السبت، 12 نوفمبر 2011

0 التعليقات
        هي الإجابة على كافة الأسئلة و الاستفسارات المرجعية التي يتلقاها قسم المراجع من الرواد والباحثين .

        تهدف الخدمة المرجعية إلى مساعدة رواد المكتبة في إيجاد الأجوبة عن أسئلتهم، و التعرف على مصادر المعلومـات و مكان وجودها في المكتبة، و تطوير استراتيجيات البحث.
        و تعتبر الخدمة المرجعية من و ظائف أخصائي المراجع و تقوم أساسا على مجموعة الكتب المرجعية التي تتمثل في الأنواع التالية :
  1. أالـــمـــــراجـــع و الــــقـوامـيـس.
  2. الموسوعات ( دوائر المعارف ).
  3. مــعـــاجـــم الــتـراجم و الـــسير.
  4. الـــمـــراجـــع الــجغـــرافـــيـــة.
  5. الــــــكتــــب الأحصـــــــائيــــــة.
  6. الــــــببــــليــــــوغـــــــرافيــــات.
  7. الــــــــــكـــــشـــــــافـــــــــــــات.
  8. الــــــمــستــــخلـــــــــصــــــــات.
  9. الأدلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة.
        وتقسم الخدمات المرجعية بمكتبات جامعة النيلين إلى قسمين رئيسين هما :

أولاً : الخدمات المرجعية المباشرة وتشمل :



  • الإجابة على الأسئلة المرجعية.
  • إرشاد المستفيدين وتوجيههم إلى أماكن المراجع .
  • تعليم وتدريب المستفيدين على استخدام المراجع المختلفة .
  • تقديم المراجع المناسبة للباحث وإعداد قوائم ببليوجرافية له عند الضرورة .
  • تصوير بعض الصفحات من المراجع.


ثانياً: الخدمات المرجعية غير المباشرة وتشمل :



  • اختيار المراجع المناسبة وتوفيرها .
  • ترتيب المراجع على الأرفف وإعادة المراجع إلى أماكنها الصحيحة .
  • تبادل المراجع والخدمات المرجعية مع المكتبات ومراكز المعلومات الأخرى.
  • المراجع المتوفرة والخدمة المرجعية المقدمة .
  • خدمات أخرى مثل ضبط الإعارة الداخلية للمراجع والإشراف على قائمة المراجع وإعداد فهرس خاص للمراجع المتوفرة وإعداد الإحصاءات والتقارير اللازمة.





  1. الخدمة المرجعية المتحفظة :

            وفيها نقدم الحد الأدنى من المعلومات كالإشارة إلى مكان المرجع المطلوب.
  2. الخدمة المرجعية المعتدلة أو المتوسطة :

            وفيها نقدم المرجع المناسب وشرحاً عن كيفية استخدامه لإيجاد المعلومة المطلوبة.
  3. الخدمة المرجعية التامة أو القصوى :

            وهذه الخدمة تصل إلى إعداد قائمة ببليوجرافية للباحث وتحضيرها له وتصوير بعض الوثائق اللازمة وتقديمها له .



         و تعتبر الإجابة علي الأسئلة المرجعية أهم الخدمات المرجعية التي تقدمها المكتبات و مراكز المعلومات و يمكن أن تكون هذه الأسئلة بسيطة جدا أو معقدة جدا و لها خطوات:-
  1. تلقي السؤال المرجعي بشكل مباشر أو غير مباشر .
  2. تحليل السؤال المرجعي و فهمه جيدا من قبل المستفيد أو الباحث .
  3. البحث عن الإجابة من خلال ما يتوفر لدي المكتبة من مراجع أو من خلال خبرة أمين المراجع في المجال أو من أي مصدر آخر .
  4. تقديم الإجابة للمستفسر أو الباحث بالطريقة المناسبة و يمكن أن تقدم الإجابة بالطرق التالية :
    • باليد مباشرة .
    • عن طريق الهاتف .
    • عن طريق الفاكس .
    • عن طريق البريد العادي .
    • عن طريق البريد الالكتروني .
  5. تقييم الإجابة لمعرفة مدي مناسبتها و إشباعها لحاجة الباحث .
  6. تسجيل الإجابة والاحتفاظ بها للاستفادة منها مستقبلا عند تكرار السؤال.


المصدر

علم الفهرسه

0 التعليقات
،،"،،"،، التعريف بــ ’’ علم الفهرسة ‘‘ ،،"،،"،،(((علم الفهرسة )))

قال الزبيدي في تاج العروس: الفهرس بالكسر أهمله الجوهري. وقال الليث هو: الكتاب الذي تجمع فيه الكتب. قال: وليس بعربي محض ولكنه معرّب وقال غيره: وهو معربُ فِهْرست.. وقد اشتقوا منه الفعل فقالوا: فهرس كتابه فهرسة. وجَمْعُ الفهرسة فهارس.



تعريف علم الفهرسة:

وإذن فعلم الفهرسة علم تجمع فيه أسماء الكتب أو العلوم أو المؤلفين، كما أنه من ناحية أخرى يقوم بحصر المعلومات والمواضيع والمسائل بصور شتى، وترتيبها ترتيباً خاصاً حتى يتمكن المرء من الوصول إليها عند اتباع المنهج الخاص بالفهرس.



الفهرسة الإسلامية.. ونوعاها:

وقد عرف المسلمون منذ القديم علم الفهرسة، وكان لهم فيه باع طويل، سواء ما كان يتعلق منه بفهرسة المكتبة الإسلامية عموماً لما فيها من علوم عديدة تحتاج إلى مرشد إليها وإلى مؤلفيها، أو ما كان يتعلق منه بفهرسة موضوعات خاصة وعلوم معينة مما تشتد الحاجة إلى معرفة تفاصليها والوقوف على مسائلها أو مفرداتها.



أ ـ فهرسة العلوم والمكتبة الإسلامية ككل:

أما من ناحية فهرسة العلوم والمكتبة الإسلامية ككل فالمكتبة العربية عرفت أنواعاً من كتب الفهارس .

يقول الدكتور سعد زغلول عبد الحميد في بحثه عن (علوم العرب القديمة) المنشور في مجلة عالم الفكر: أولها: ذلك النوع الذي اعتنى بتصنيف العلوم. والذي اشتغل به الفلاسفة.

وثانيها: يمكن أن تمثله كتب طبقات العلماء من الأطباء والفقهاء والأدباء والصوفية وغيرهم.

ويأتي في المقام الثالث: الموسوعات التاريخية الكبرى مثل نهاية الأرب في فنون العرب للنويري ومسالك الأبصار للعَمرْي، وكذلك صبح الأعشى للقلقشندي، وهي تحتوي مقدمات مختلف علوم العرب وذكر الكتب المؤلفة فيها.

أما فهرست المكتبة الذي نرى أنه أقدم النماذج التي وصلت إلينا لكتاب بروكلمان في تاريخ الأدب العربي ـ يتابع الدكتور عبد الحميد ـ فهو كتاب الفهرست لابن النديم الذي كتب في أواخر القرن الرابع الهجري.

ومنذ ابن النديم لم تعرف المكتبة العربية مثالاً لكتاب الفهرسة إلا بعد حوالي ستة قرون عندما صنف أحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبرى زاده كتابه المعروف بـ (مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوع العلوم)، وبعد ذلك يأتي كتاب حاجي خليفة وهو (كشف الظنون عن أساسي الكتب والفنون).



فهرست ابن النديم:

وإذا أردنا أن نتفحص أهم كتب فهرسة العلوم الإسلامية وهو الفهرست لابن النديم، نجد أنه ينقسم إلى عشر مقالات كل مقالة تمثل باباً مستقلاً. وكل مقالة مقسمة إلى عدد من الفنون، والفنون في المقالة كالفصول في الباب، وعدد الفنون في كل مقالة يتراوح ما بين فنيين وثمانية فنون.

فالمقالة الأولى: في اللغة والكتابة وكتب الشرائع السابقة والقرآن وعلومه.

والمقالة الثانية: في النحو والنحويين من بصريين وكوفيين وبغداديين.

والمقالة الثالثة: في التاريخ وأخبار الدولة وأخبار المجتمع.

والمقالة الرابعة: في الشعر الجاهلي والمخضرم والإسلامي.

والمقالة الخامسة: في الكلام والمتكلمين والتصوف.

والمقالة السادسة: في الفقه ومدارسه.

والمقالة السابعة: في الفلسفة والعلوم الرياضية والطب.

والمقالة الثامنة: في الأسمار والشعوذة والكتب التي لا يعلم مؤلفوها.

وابن النديم في كل فن من الفنون يستعرض أهم الكتب والمؤلفات، ويذكر مؤلفيها، وما يتعلق بذلك الفن باستفاضة وتقصٍّ، فهو يمدنا بمعلومات أصيلة عن مصادر الفكر الإسلامي حتى أواخر القرن الرابع الهجري حيث كانت قمة الازدهار العلمي.



ب ـ فهرسة الفن الواحد أو العلم الواحد:

هذا جانب من جوانب علم الفهرسة وهو الجانب المتعلق بالعلوم والمؤلفين.

أما الجانب الآخر من علم الفهرسة، فهو الجانب الأكثر رواجاً واشتهارا بين العلماء قديماً وحديثاً.



ـ فهرسة القرآن الكريم:

لقد تناول علم الفهرسة القرآن الكريم من جوانب عدة.

فمن فهرسة الكلمات ليستطيع المسلم معرفة الآية بمجرد معرفة كلمة من كلماتها، إلى فهرست الموضوعات التي تتناول الآيات كلاً على حدة إلى غير ذلك من المسالك.

ومن أجود الكتب التي فهرست القرآن الكريم كلمة كلمة وأرشدت إلى موطن كل لفظة ورقم آياتها ورقم سورتها كتاب (المعجم لألفاظ القرآن الكريم) للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، ومثلُ كتابه كتاب ( نجوم الفرقان في أطراف القرآن) وكتاب (مرشد الحيران إلى آيات القرآن).

ومن الكتب التي فهرست للمواضيع القرآنية (كتاب زاد المؤلفين من كتاب رب العالمين) لعبد الله محمد الدرويش.



ـ فهرسة الحديث الشريف:

وتناول علم الفهرسة أيضاً بشكل موسع مستفيض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد كتب الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي كتاباً لطيفاً حول علم فهرسة الحديث، جمع فيه فهارس الحديث النبوي بأنواعها، بعد أن قسمها إلى قسمين:

الأول: في فهارس المصادر الأصلية، أي ما كتب من كتب الحديث قبل القرن الخامس الهجري.

والثاني: ما كان بعد ذلك.

وقد ذكر في الأول مئه وخمسة كتب كلها فهارس للمصادر الأصلية.

وفي الثاني ذكر واحداً وأربعين فهرساً آخر، كما جمع المرعشلي فهارس أحاديث كتب التفسير وعلوم القرآن، وفهارس أحاديث كتب التوحيد والعقيدة، وفهارس أحاديث كتب الفقه وأصوله وفهارس أحاديث كتب السير والتاريخ والتراجم، وفهارس أحاديث الزهد والتصوف، وفهارس أحاديث كتب اللغة والأدب. ومما لاشك فيه أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخلو كتاب منها أيا كان موضوعه الأساس.



ـ طرق فهرسة الحديث الشريف:

وطرق فهرسة الحديث عموماً لا تخرج عن أربعة طرق:

إما فهرسة الأطراف أو المسانيد، أي أن تجمع أحاديث كل صحابي تحت اسمه، ويذكر من الحديث طرفه الأول، ثم ترتب أسماء الصحابة على حروف المعجم، ومن هذه الطريقة كتاب (ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث) للشيخ عبد الغني النابلسي و(تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) للمزي.

وإما فهرسة أوائل الأحاديث، وهو أن ترتب الأحاديث على حروف المعجم حسب أوائلها، ومنها كتاب (الجامع الكبير)، و(الجامع الصغير) للسيوطي.

وإما فهرسة المواضيع، وهي أن تجمع الأحاديث المتناثرة في كتاب أو كتب فيعاد ترتيبها على الموضوعات. ومن هذه الطريقة كتاب (الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني) للشيخ البنا و(جامع الأصول) لابن الأثير.

وإما فهرسة كلمات الحديث وهي أن تفهرس الكلمات بعد ردها إلى أصولها اللغوية على حروف المعجم، وقد ابتكر هذه الطريقة العالم المسلم الشيخ مصطفى بن علي البيومي المصري،وفهرس لأهم كتب السنة المشهورة وتبعه على ذلك المستشرقون فوضعوا (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) بمساعدة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.

ولئن كنا أطلنا في حديثنا عن فهرسة علم الحديث فما ذلك إلا لأهميته من وجوه عدة يعلمها كل من اشتغل بهذا العلم الهام والواسع وكابد مشاقه. إلا أننا لن نغفل عن ذكر علوم أخرى تناولها علم الفهرسة أيضاً.



ج ـ فهرسة الفقه الإسلامي:

فلقد تناول علم الفهرسة الفقه وأصوله أيضاً. إذ لن يكون من الميسور أبداً الإحاطة بالكتب الضخمة والمراجع الواسعة في الفقه الإسلامي لكل مشتغل أو باحث فكان علاج ذلك بالفهرسة التفصيلية لمسائل الفقه ومصطلحاته.

وقد كان لوزارة الأوقاف في الكويت دور رائد ومهم في هذا المجال، يذكر لها وتشكر عليه، فقامت من خلال خبرائها وباحثيها في الموسوعة الفقهية وأئمة مساجدها بفهرسة (كتاب المغني) في الفقه الحنبلي، وفهرسة (1) في الفقه الحنفي، وفهرسة (حاشيتي قليوبي وعميرة) على (شرح المنهاج) في الفقه الشافعي وفهرسة (شرح الزرقاني في) الفقه المالكي وفهرسة غيرها من الكتب الأساسية في الفقه، كما اهتمت بفهرسة كتب الأصول ككتاب (جمع الجوامع) و(مسلم الثبوت). ولها في فهرسة أمهات الفقه والأصول خطة طويلة نفيسة.



د ـ فهرسة التاريخ وغيره:

وقد تناول علم الفهرسة أيضاً كتب التاريخ، ومثال ذلك فهرس البداية والنهاية، وكتب الأدب أيضاً كفهرس العقد الفريد لابن عبد ربه، وكتب التراجم كفهرس حلية الأولياء وغير ذلك، حتى إنك لا تكاد تجد مرجعاً من المراجع العلمية مما تناوله المحققون أو اهتم به أهل العلم إلا وألحق به فهرس تفصيلي يسّهل التعامل معه.



ملاحظة أخيرة...

وقد ظهرت أهمية هذا العلم في هذا الزمان أكثر مما كانت الحاجة تشد إليه في الماضي لأسباب عديدة.

منها ضعف الاعتماد على الذاكرة والحفظ ، وهو ما كان من دأب العلماء وطلبة العلم في الماضي.

ومنها فتور الهمم عن التبحر في شتى العلوم حتى أصبح العالم يختص بأقسام من العلم الواحد لا يتعداه،

ومنها ما توصل إليه البشر من اختراع جهاز الكمبيوتر (الحاسوب) وما فيه من ذاكرة جامعة منظمة منسقة، تستطيع احتواء آلاف المعلومات والأسماء والكتب والمسائل لتقوم بإظهارها وعرضها على لوحتها ساعة يطلب المتعامل معها ذلك.

إنه لا يسعنا أبدا أن نغفل الإشارة إلى دور أجهزة الحاسب الآلي الحديثة في تيسير الفهرسة وتسهيل وصول الباحث إلى أي موضوع ، فورا، سواء كان عن طريق البحث النصي أم البحث اللغوي أم البحث الموضوعي ، وقد وفر الحاسب الآلي (الكمبيوتر)في هذا المجال كثيرا من الجهد والعناء.

ونتيجة الجهود التقنية المتقدمة في ذلك أصبح ممكنا جمع الكثير من المراجع العلمية في موضوع واحد ، أومواضيع شتى ، في برنامج واحد ثم إخضاعه للفهرسة بكل الوانها وأنواعها .

إن علم الفهرسة تمتد جذوره في تاريخ الكتب إلا أنه اليوم يشهد مزيداً من الاهتمام والرعاية والنشاط

المصدر

المكتبات العامه واثرها في تثقيف الأمه

0 التعليقات



إن تيسير أسباب المطالعة من أهم عوامل الثقافة، ومهما أوتي المرء من قدرة على اقتناء الكتب فإنه أعجز من أن يظفر بمجموعة كبيرة منها تحتوي مختلف أنواع الكتب أو المجلات أو الصحف، كما أنه أكثر عجزاً من أن تكون لديه مكتبة تضم الآلاف أو عشرات الآلاف من الكتب.

لهذا كانت المكتبات الكبرى من الأمور المتعذر تأمينها لدى الأفراد إلا ما ندر، وإذا ما وجدت لدى البعض مثل هذه المكتبة فإنها لا تتعدى أن تكون مكتبة خاصة ذات نطاق ضيق ومحصور من حيث نوع الكتب وكميتها واقتصارها على صاحبها.


والتعطش إلى الثقافة غير محصور بنوع من المعرفة، وإنما هو عام ويشمل العديد من فروع العلم والمعرفة، ويتمشى انتشار الثقافة طرداً وعكساً مع تقدم الأمة أو تأخرها.

والمثقف من أبناء الشعب هو الذي يجمع إلى معلوماته الخاصة بناحية معينة من المعلوم حصيلة اطلاعاته على كثير من الكتب في مختلف العلوم والفنون، مع ما اكتسبه من خبرات اجتماعية أو إنسانية في حسن معاشرته للآخرين أو تتبعه لأخبارهم أو أسلوب معيشتهم أو طراز حياتهم؛ لأن كل هذه الأمور تدخل في نطاق الثقافة، وترفع مستوى أصحابها.

وليس أدل على حب العلم والازدياد منه في هذه البلاد وفي غيرها من البلدان العربية من كثرة هذه المدارس والجامعات، وحرص الموجهين فيها على استيعاب جميع أبناء الأمة، ومن يفد عليها من الأمم الأخرى، ضمن نطاق ما تتسع له.

والعلم كما هو معروف لا يأتي إلا بالتعلم، والكتاب وسيلة لهذا العلم، والمدرسة مفتاح ومنطلق للتزود منه ومهما توسعت برامج التعليم فإنها قاصرة عن أن تشتمل على جميع عناصر المعرفة، ولا بد للمتعلم في سبيل توسيع معرفته من أن يعب من مناهل العرفان المبثوثة في بطون الكتب وما يلحق بها من وسائل الثقافة العامة، كالمجلات على اختلاف أنواعها والصحف والندوات العلمية.

وإن حرص المملكة على بث البرامج الإذاعية عن طريق الراديو والتلفزيون وتوسيع هذه البرامج وتعميمها لأنحاء المملكة كافة ما هو إلا دليل على رغبة الدولة في نشر الثقافة والتوجيه العام؛ لينال كل فرد من أفراد هذه الأمة نصيبه من هذا الجهد المشكور.

والبرامج الإذاعية - عن طريق الراديو والتلفزيون - ذات تأثير كبير على توجيه الشعب فيما إذا روعي فيها صدق هذا التوجيه وحسن الرقابة عليها؛ لأنها أصبحت تدخل إلى بيوت الناس، وتنقل إليهم ما تبثه الإذاعة والشاشة وتفرض نفسها عليهم بشكل يجعل لها تأثيراً على التربية الاجتماعية يعطي ثماره في مستقبل هذه الأمة، لذلك كانت خطورة التلفزيون ومحاربة البعض له باعتباره أداة قد يكون لها من التأثير ما ذكرنا أو أكثر، فيما لو تغافل عنه المسؤولون في انتقاء ما يعرض على المشاهدين من هذه البرامج المتنوعة من أجنبية أو عربية أو محلية.

ولكن هل تغني هذه البرامج على اختلاف مواضيعها عن اقتناء الكتب أو الاطلاع على بعض ما فيها عن طريق المكتبات العامة، إن تعذر على البعض - أو على الكثير من أفراد الأمة - تأمين ذلك من مواردهم الخاصة؟

هذه البرامج التوجيهية نوع من أنواع الثقافة تقدمه الدولة إلى الشعب وتيسر له سبيله، ولكنه كما قلنا لا يكفي في تزويد أبناء الشعب مما ترجوه لهم - منهم - الدولة، والكتاب وحده هو الزاد الحقيقي الذي يتعطش إليه الراغب في العلم؛ لأنه أداة العلم ووسيلته.

وتجدر رقابة الكتب والصحف والمجلات كرقابة الإذاعة والبرامج التلفزيونية أو أشد؛ لأن للكتب وغيرها من المطبوعات تأثيراً كبيراً في وعي الأمة وعقليتها وسلوكها، لذلك كانت الرقابة وحسن التوجيه مطلوبين أيضاً على هذه الوسائل التثقيفية، بما يتفق وعقيدة هذه الأمة ورايتها التي تحمل شعار التوحيد وما يستلزم هذا الشعار من عمل واعتقاد.

والإسلام - كشأنه في شتى أموره - أسبق من غيره في تقديم هذا الزاد إلى أتباعه خاصة وإلى الناس كافة، وقد أنزل عليهم رب العالمين كتابه لينهلوا من زاده الذي لا ينضب له معين، وصدق الله العظيم: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ}

والتزود من هذه الدنيا بخير زاد بالنسبة للمفهوم الإسلامي يدخل في شموله التزود من العلم حيث قال سبحانه وتعالى موجهاً رسوله الكريم أن يسأله الزيادة فيه: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} والعلم يبقى أجره لصاحبه بعد وفاته إلى يوم القيامة.

ويحدثنا القرآن العظيم في قصة ملكة سبأ مع سليمان عليه السلام، أن قدرة العفريت في جلب عرش بلقيس كانت دون قدرة صاحب العلم الذي أخذ علمه من الكتاب، فتمكن من أن يأتي لسليمان بالعرش المطلوب قبل أن يرتد إليه طرفه.

فالسر في هذه القدرة الخارقة كامن في هاتين الكلمتين اللتين نوه عنهما رب العالمين: {عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ} أي العلم ووسيلته التي هي الكتاب.

فهلا عملنا على توفير الكتاب للشعب وتيسير الحصول عليه وتمكين أفراده من التزود منه علماً ومعرفة وتقوى بأيسر السبل وأقربها تناولاً؟

ومن جملة العوامل التي تساعد على اقتناء الكتب وتشكيل مكتبات خاصة، عدم ارتفاع أسعار هذه الكتب وإسهام الدولة في تخفيض هذه الأسعار، وفي طباعة الكتب المخطوطة أو تجديد طبع ما نفد من أمهات الكتب، ومساعدة المؤلفين على طباعة إنتاجهم، وتقديم الجوائز التقديرية لهم، وإيجاد متفرغين منهم لينكبوا على إخراج بعض الموسوعات أو المعاجم التي نشهدها، وإيجاد مجامع علمية، وغير ذلك مما يساعد على تدعيم هذه النهضة والارتفاع بها إلى المستوى اللائق بأمة قال عنها رب العالمين: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.

وإن النهضة التي نلمس أثرها في شعب المملكة بشكل خاص لم تترك مجالاً من مجالات التقدم والرقي إلا شاركت فيه، وهذا شيء تحمد عليه، وسوف يذكر لها التاريخ هذه النهضة ولا يبخس حق العاملين في سبيلها.

وتدشين المكتبة العامة في مدينة الرياض من سنتين خلتا والإعلان عن تعميم المكتبات في جميع مدن المملكة مثل حي وبارز من الأمثلة العديدة لآثار هذه النهضة، ودليل عملي على الاتجاه الذي تسير فيه الدولة وبشرى للشعب في تعميم هذا الخير على جميع أبنائه في مختلف أطراف المملكة، مدنها وقراها.

ولهذا نستطيع أن نطمئن ذاك الرجل الذي تمنى أن تكون في جدة، هذه المدينة الرئيسية من مدن المملكة، والتي هي من دلائل نهضة هذه المملكة مكتبة عامة كبرى أو مكتبات تفي بحاجة الشعب للتزود من هذا الزاد المشروع المندوب، نطمئنه بأنه ستكون هنالك مكتبة عامة كبرى بإذن الله.

وفي هذه المدينة بالذات يوجد رجل من أبنائها، صاحب مكتبة خاصة تعتبر من أغنى المكتبات بالكتب العلمية، ينبئك عن أمثاله من أبناء جدة في حرصهم على اقتناء الكتب والتزود منها علماً ومعرفة وديناً، وهو الشيخ محمد نصيف، أمد الله في عمره ونفع به وبآثاره ومخلفاته، وقد بلغنا أنه أهدى مكتبته (هذه) القيمة إلى مدينة جدة لتكون نواة لمكتبة عامة، فجزاه الله عن بلده وأمته خير الجزاء وأكثر من أمثاله.

ولما كان التسابق العلمي في عصرنا هذا بلغ شأواً بعيداً جداً، لم يكن ليدرك أو يتوصل إليه لولا تسهيل أسباب العلم والمعرفة لأبنائه وإذ كانت الأندية الثقافية والجمعيات العلمية، وقاعات المحاضرات العامة والمراكز الثقافية، والمكتبات العامة الكبرى، والمكتبات الخاصة بالمراكز العلمية والجامعات والمدارس والمعاهد، ومكتبات البلديات، والمكتبات العامة المتنقلة بين القرى، مع وسائل التثقيف الأخرى التي تشارك في تعميم الثقافة وتيسير إيصالها إلى أبناء الشعب في مختلف مدنه وقراه، من أكبر العوامل المشاركة في هذه النهضة العلمية المعاصرة.

لذلك فإن الإكثار منها معناه المساهمة في الأخذ بأسباب هذه النهضة وتبويئها المكانة اللائقة بها.

ولما كانت الغاية من هذا البحث هي (تسيلط الأضواء) إن صح هذا التعبير على المكتبات العامة وعلى أثرها في تثقيف الأمة، لهذا يجدر بنا أن نضرب مثلاً على ذلك ما كانت عليه دورنا العميلة وما كانت تحتويه من كتب، في وقت لم تتوفر فيه أسباب الطباعة كما هي عليه الآن إذ كانت الكتب تكتب باليد، ويستنسخ منها المئات لتعميمها ونشرها بين الناس، وكثرة الكتب المخطوطة التي تطبع في وقتنا الحاضر والموجود منها في مكتبات العالم الكبرى لأكبر دليل على مدى ما توصلت إليه حضارتنا في العصور الماضية.

وينقل لنا (آدم متز) في كتابه (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري) عن بعض المراجع الإسلامية أنه كان في كل جامع كبير مكتبة؛ لأنه كان من عادة العلماء أن يوقفوا كتبهم على الجامع، ويقال إن خزانة الكتب بمرو كانت تحتوي كتب يزدجرد لأنه حملها إليها وتركها، ص 322 .

وفي هامش هذه الصفحة يقول: "وقد ترنم ياقوت بذكر مكاتب مرو مع تأخر الزمن به، وكان قد أمضى بمرو ثلاث سنين، فتغنى بأيامه فيها شعراً جميلاً، وكان بها على عهده اثنتا عشرة خزانة بأحدها نحو من اثني عشر ألف مجلد"، يقول ياقوت: "وكانت (الخزائن) سهلة التناول لا يفارق منزلي منها مائتا مجلد وأكثر بغير رهن تكون قيمتها مائتي دينار، فكنت أرتع فيها وأقتبس من فوائدها وأنساني حبها كل بلد، وألهاني عن الأهل والولد" (معجم البلدان ج4 ص 509-510)من الطبعة الأوروبية.

ويقول في الصفحة 325: "وقد عمل علي بن يحيى وكان ممن جالس الخلفاء، حوالي منصف القرن الثالث الهجري خزانة كتب عظيمة في ضيعته وسماها خزانة الحكمة، وكان يقصدها الناس من كل بلد، فيقيمون فيها ويتعلمون منها صنوف العلم، والكتب مبذولة لهم والصيانة مشتملة عليهم، والنفقة في ذلك من مال علي بن يحيى" .

ويقول أيضاً في الصفحة 329 : "على أنه قد ظهرت إلى جانب دور الكتب مؤسسات علمية أخرى تزيد على دور الكتب بالتعليم أو على الأقل بإجراء الأرزاق على من يلازمها، فيحكي عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي الفقيه الشافعي المتوفى عام 323هـ، أنه أسس داراً للعلم في بلده، وجعل فيها خزانة كتب من جميع العلوم وقفاً على كل طالب علم، لا يمنع أحد من دخولها، وإذا جاءها غريب يطلب الأدب، وكان معسراً أعطاه ورقاً وورقاً (أي الفضة)".

وقد حدثتنا كتب التاريخ أن بغداد كان فيها من المكتبات ما لا يحصى عدده، حتى جاءها الغزو الوحشي فقضى على معالمها، وقد تغير لوم مياه دجلة من مداد الكتب التي ألقيت فيها.

وأثر هذه النهضة العلمية الإسلامية بارز وناطق في مكتبات العالم الكبرى حيث حرصت هذه المكتبات على جمع الكتب والمخطوطات الإسلامية، وإن كل زائر لهذه المكتبات ليدهش مما تحتويه من آثارنا الخالدة التي تهيب بأبناء الأمة الإسلامية أن يعيدوا هذا الماضي المجيد في مستقبل مشرق رائد.

وبالإضافة إلى هذه المكتبات العامة الكبرى - في عواصم العالم - فإن إلى جانبها مكتبات عامة أخرى على نطاق أضيق، منها ما هو مستقل بذاته، ومنها ما هو مرتبط بالمعاهد والكليات.

وجميع هذه المكتبات تيسر لروادها المراجعة، حتى إنها تفتح أبوابها في الوقت الذي يسهل على راغب المطالعة الحضور إلى هذه المكتبات في غير أوقات الدوام الرسمي للموظفين أو المعاهد العلمية، أي أنها لا تقتصر على دوام واحد لمدة ثماني ساعات فقط، وإنما تمتد إلى ضعف هذه المدة، فيتمكن بذلك الموظف والعامل والطالب وغيرهم من الاستفادة من هذه المكتبات بالحضور إليها خارج أوقات عمله.

وهناك في بعض المدن الكبرى مكتبات عامة تعرف باسم (المكتبات البلدية) وهي منتشرة هناك بكثرة، وتابعة لكل قسم من أقسام المدينة، وهي تسهل على أبناء هذا القسم أو المنطقة التزود من الكتب والإطلاع عليها في المكتبة، واستعارتها بإخراجها من المكتبة وفقاً للشروط التي يلتزم بها المستعير، ولا يدفع المستعير أي ضمان لقاء استعارته الكتب من المكتبة، وإنما يملي استمارة باسمه ومحل إقامته واسم الكتاب الذي يريده ورقمه، والمدة التي سيبقى الكتاب عنده فيها.

كما أن تيسير إعارة الكتب يحقق وجود أكثر من نسخة لكل كتاب، ومن هذه الاستعارة أو من المطالعة بشكل عام تتمكن الدولة من معرفة أي اتجاه يتجه إليه أبناؤها في مطالعتهم لهذه الكتب، وأي عنصر من عناصر الثقافة يقبلون عليه، وعلى ضوء ذلك تعمل الدولة على توجيه أبنائها الوجهة التي تراها أصلح لهم في دعم هذا الاتجاه أو تحويله، بأساليبها الخاصة إلى الوجهة الأخرى.

وهناك مثل آخر على تيسير سبل الثقافة لغالبية أبناء الشعب ممن يسكن بعيداً عن المدن، كسكان الأرياف والمناطق الزراعية البعيدة، فإن الدولة تؤمن لهم مكتبات عامة متنقلة تيسر على سكان تلك المناطق النائية استعارة الكتب في فترات محددة، حيث تطوف عليهم هذه المكتبات المتنقلة في كل أسبوعين مرة أو في كل شهر على أبعد تقدير.

ولا أريد أن أتوسع في هذه الاستشهادات ولكني أردت أن أضرب المثل على اعتناء بعض الأمم بأبنائها من هذه الناحية العلمية الهامة بتيسير أسباب العلم والثقافة لهم بشتى الطرق والوسائل.

والإسلام الذي تقوم رسالته على العلم والتزود من العلم إلى جانب الأسس الأخرى التي يدعو إليها، لم يسبقه أحد، في هذه الناحية، حتى إن أول آية أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم تتضمن الأمر بالقراءة وتكرار الأمر بالقراءة وربط القراءة بالقلم الذي هو ربط وسيلة الكتابة، والكتاب الذي هو مصدر القراءة .

يقول تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ, خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ, اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ, الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ, عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فهي دعوة صريحة إليه، ورأس الكتب جميعاً هو كتاب الله سبحانه الذي يدعونا إلى قراءته وتدبره والعمل بأحكامه.

يقول عز وجل: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر 17) .

ويقول سبحانه: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد 24) .

ويقول أيضاً: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} (ص 29) .

وعلى هذا تكون المكتبات العامة ذات أثر كبير على تثقيف أبناء الأمة، ويكون إيجادها والإكثار منها، وتيسير أسباب المطالعة فيها من الأمور التي يدعو إليها الإسلام ويرغب فيها؛ لأنه دين العلم والإشادة بالعلم والعلماء، والعلم - كما قلنا في مطلع هذا البحث - لا يأتي إلا بالتعلم، والكتاب هو الوسيلة الأولى لهذا العلم، وتوفير هذا الكتاب وتيسير الوصول إليه وتعميمه على أبناء الأمة هو من مقتضيا المصلحة الكبرى التي يقوم على تحقيقها الحكم الصالح في كل زمان ومكان.

للدكتور :محمود البابلي
المصدر