التكشيف في المكتبات

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

0 التعليقات
آن التكشيف الموضوعي والاستخلاص نشاطان وثيقا الصلة إذ آن كليهما يتضمنان أعداد تمثيل للمحتوى الموضوعي للوثيقة : فمن يعد المستخلص يكتب وصفا نصيا او خلاصة للوثيقة . بينما يصف المكشف محتواها باستخدام مصطلح تكشيف واحد او اكثر اختارها من قائمة من قوائم المفردات المنضبطة .
آن الغرض الرئيسي للمستخلص هو وصف موضوع الوثيقة ، الذي تستطيع مجموعة من مصطلحات التكشيف أداءه كذلك . فمثلا تعطي المجموعة التالية من المصطلحات فكرة جيدة عن موضوع تقرير وهمي .
مراكز المعلومات ، المشاركة في الموارد ، الفهارس الموحدة ، الفهرسة التعاونية ، الشبكات بالاتصال المباشر ، الإعارات المتبادلة بين المكتبات .

يمكن اعتبار هذه المصطلحات ممثلة الى حد ما لنوع ما من المستخلص وهي تخدم هذا الغرض إذا كانت المصطلحات مدرجة معا في كشاف منشور او مطبوعة كمخرج لتمثيل مادة مسترجعة من قاعدة معلومات بواسطة بحث محوسب . واكثر من ذلك تعتبر المصطلحات التي يخصصها المكشف نقاط وصول يمكن من خلالها تحديد موقع المادة واسترجاعها من بحث موضوعي في كشاف مطبوع او قاعدة معلومات مقروءة آليا . وهكذا يجب أن يكون الفرد قادرا على العثور على المادة الوهمية المذكورة سابقا في كشاف مطبوع تحت أي من المصطلحات الستة آنفة الذكر . كما يتوقع أن يكون قادرا بالطبع على العثور عليها في نظام استرجاع محوسب تحت أي من هذه المصطلحات او أي تركيب منها .
أن التمييز بين التكشيف والاستخلاص اخذ في التلاشي : فقد تطبع قائمة مصطلحات الكشاف لتشكل مستخلصا جزئيا من جهة ، كما يمكن تخزين نص المستخلص في نظام محوسب بطريقة يمكن أداء البحث فيها بواسطة تركيبات كلمات واردة في النص من جهة أخرى ، وتستخدم المستخلصات في بعض القواعد بدل مصطلحات الكشاف لتوفير نقاط وصول إلى المواد .
وسنتناول في القسم الأول من هذه الورقة بإيجاز بعض المفاهيم والمصطلحات ذات العلاقة بالتكشيف وأنواع الكشافات ولغات التكشيف والعوامل التي تساهم في ضبط جودة التكشيف ونظم الربط المسبق ونظم الربط اللاحق . وخصص الجزء الأخير من هذا القسم للحديث عن المكانز . آما القسم الثاني من هذه الورقة فقد كرس لتناول موضوع الاستخلاص ، حيث تم تناول أهمية المستخلصات ومجالات الإفادة منها وأنواع المستخلصات ومواصفات المستخلص الجيد وخطوات أعداد المستخلص وقنوات بث المستخلصات وأخيرا استخدام الحاسوب في الاستخلاص .
التكشيف والكشافات : المفاهيم والمصطلحات (1) أ- مفهوم التكشيف Indexing : كلمة من الكلمات حديثة الاستعمال في اللغة العربية ويقصد بها عملية خلق المداخل في كشاف ؛ او أعداد المداخل التي تقود للوصول إلى المعلومات في مصادرها .

ب- مفهوم نظام التكشيف Indexing System : هو مجموعة الإجراءات المحددة لتنظيم محتويات سجلات المعرفة لأغراض الاسترجاع والبث .
والتكشيف كموضوع ليس فنا خالصا ، او علما خالصا ، ولكنه يخلط بين خصائص كل منهما . فهو فن لأنه يتطلب الإحساس والحدس والتذوق ، وهو من ناحية أخرى علم لأنه يستلزم خلق ومعرفة الأساليب والقواعد التي تتبع ، وتوخي الدقة والإتقان . وهو ليس فنا خالصا لأنه لا يشجع على الإبداع الفردي والبعد عن القواعد او المبادئ . وهو ليس علما خالصا لأنه أسلوب عملي وتجريبي ، ولأنه لا يطور او يطوع القوانين العالمية الممكن تطبيقها ، أي أنه لا توجد القواعد التي يمكن تطبيقها بدقة عن نطاق عالمي .
ج_ مفهوم الكشاف Index : كلمة أنكليزية مشتقة من الكلمة اللاتينية Indicare والتي تعني لفت النظر او الإشارة إلى شئ ما او دلالة عليه . أي انه عبارة عن أشارة او علامة توضح او تفصح عن او تفسر شئ ما . وقد دخلت هذه الكلمة اللغة الإنكليزية في القرن السادس عشر بمعناها اللاتيني ذاته .
وتقدم المواصفة البريطانية لأعداد الكشافات التعريف التالي للكشاف (2):
(( دليل منهجي لموضع او مكان الكلمات ، او المفاهيم ، او الوحدات الأخرى في الكتب ، او الدوريات او غير ذلك من المطبوعات )) . ويتكون الكشاف من سلسلة من المداخل ، لا ترتب وفق الترتيب التي تظهر به في المطبوع وأنما وفق نمط آخر من الترتيب ( مثل الترتيب الهجائي ) يختار لتمكين المستفيد من أيجادها بسرعة مع الوسائل التي تبين موضع او مكان كل وحدة

التراجم والسير

الأحد، 4 ديسمبر 2011

0 التعليقات
التراجم والسير:
هي نوع من الأنواع الأدبية التي تتناول التعريف بحياة رجل أو أكثر، تعريفا يطول أو يقصر،ويتعمق أو يبدو على السطح تبعا لحالة العصر الذي كتبت فيه الترجمة، وتبعا لثقافة كاتب الترجمة ومدى قدرته على رسم صورة واضحة ودقيقة، من مجموع المعارف والمعلومات،التي تجمعت لديه عن المترجم له.
أقسام الترجمة: الذاتي والغيري.
- الترجمة الذاتية: هي ما يكتبه الكاتب عن نفسه سردا للأحداث التي مرت به في حياته، مثل ترجمة طه حسين لحياته، في كتابه: ( الأيام ).
- الترجمة الغيرية: هي ما يكتبه الكاتب عن غيره سردا للأحداث، التي مرت بهم في حياتهم من الميلاد إلى الوفاة، مثال ( العبقريات لعباس محمود العقاد).
ولكن هناك مجموعة من الأسئلة شغلت إجاباتها الباحثين في مجال السيرة الذاتية، وأصبحت تشكل عائقا للحكم على هذا النوع  من الكتابة، وهي:
- هل يستطيع إنسان أن يكتب عن نفسه ما لا يود أن يراه الناس منه ويعرفوه عنه؟
- هل يستطيع إنسان أن يبدي نفسه للناس على سجيته من غير أن يرمم العيوب التي لا يحب أن يطلع عليها غيره؟
- هل تستطيع الترجمة الذاتية أن تسعفنا بما نود استحضاره من ذكريات  ماض قديم؟



نشأة التراجم في الأدب العربي:

تعد السيرة النبوية أوسع ما في التراجم الإسلامية، وأقدمها ظهورا،فقد كانت المحور الذي تدور حوله حياة الإسلام ونشأته واتساعه وتطوره وانتشاره بالغزوات والفتوح، ثم نشأت من بعد كتابة السيرة الترجمة لرواة الأحاديث النبوية،فترجموا لهم تراجم وجيزة لم يكن القصد منها إلا بيان قيمة المحدث ومكانته من الإسناد، ويعد كتاب ( تاريخ البخاري) من أقدم الكتب التي ظهرت في هذا المجال.
أقدم التراجم الذاتية:
لعل من خلق العربي ألا يتحدث عن نفسه بقوله : أنا ، ومن العجيب أن ذلك يجوز للشاعر ولا يجوز للكاتب.وعلى هذا الأساس نجد أن أقدم ما وصل إلينا من تراجم ذاتية ترجمة الشاعر ”عمارة اليمني“، فقد كتب عن نفسه ترجمة ذاتية في كتابه ( النكت العصرية) ، وهناك بعض التراجم الذاتية الأخرى من مثل ترجمة ابن سينا لنفسه، وترجمة السيوطي لنفسه في كتابه حسن المحاضرة،ولسان الدين بن الخطيب في كتابه ، نفاضة الجراب، وابن خلدون في كتابه التعريف  وغيرهم.

التراجم الذاتية في الأدب العربي الحديث:
لعل أشهر التراجم الذاتية في الوطن العربي هذه التراجم:
(الأيام) لطه حسين
•(حياتي ) لأحمد أمين
•(قصة حياة)  لإبراهيم عبد القادر المازني.
•(سبعون) لميخائيل نعيمة.
•(أنا )  لعباس محمود العقاد.
•(قال الراوي)  لإلياس فرحات.
•(حياة طبيب) للطبيب العالمي نجيب محفوظ.
•(قصة حياتي) للدكتور مصطفى الديواني.
•(مذكرات طالب بعثة)  للدكتور لويس عوض.
ولكن ما الفرق بين التراجم والسير؟
ليس في الفروق اللغوية ما يبين الفرق بين التراجم والسير على وجه التحديد، إلا أن الاصطلاح والاستعمال هما صاحبا الفتوى في ذلك ، فقد جرت عادة المؤرخين أن يسموا الترجمة بهذا الاسم حين لا يطول نفس الكاتب فيها، فإذا ما طال النفس واتسعت الترجمة سميت سيرة.
أول استعمال للفظة السيرة:

إن أول ما استعملت لفظة السيرة  كانت في سيرة الرسول(ص)، وقد سمي المؤلفون فيها بأصحاب السير،وفي أواخر القرن الثالث الهجري ألف أحمد بن يوسف الداية كتابا تحت عنوان:
 ( سيرة ابن طولون)، ولعل هذه هي أول مرة ينتقل فيها استعمال لفظة ( السيرة) من سيرة النبي إلى سيرة غيره من الرجال.